هل سبق لك أن قضيت سنوات و أنت تبحث عن شيء ما في غرفة النوم ثم تبين لك أن ذلك الشيء لم يكن في غرفتك أصلا منذ البداية؟ حسنا، هذا بالظبط ما حدث لعلماء لفلك. فقد ظل هؤلاء يبحثون عن بعض المواد الغريبة في الفضاء لمدة 50 عاما، ليكتشفوا في ملاحظات حديثة أن تلك الأشياء قد لا تكون في الأماكن التي يبحثون فيها عنها!ا
تدعى هذه المادة الغريبة ب"المادة السوداء"، و يعد العثور عليها صعب جدا لكونها غير مرئية! و لكن رغم ذلك، فإن علماء الفلك يستطيعون التعرف على أماكن تواجدها في الفضاء من خلال تأثير جاذبيتهاعلى الأشياء المحيطة بها
يعتقد علماء الفلك أن كمية المادة السوداء في الكون هي أربعة أضعاف كمية المادة العادية التي نراها. و السبب وراء ذلك يكمن في كون الأجزاء الخارجية للمجرات، بما فيها مجرتنا درب التبانة، تدور بسرعة كبيرة. فلولا الكتلة الإضافية للمادة السوداء لما كانت هناك جاذبية كافية لمنع النجوم من التعرض للقدف خارج المجرات الذي قد تسببه سرعة دورانها الفائقة
و لكن أين توجد هذه المادة السوداء؟ الأماكن الملونة بالأزرق في الصورة أعلاه تبين مختلف المواقع التي كان علماء الفلك يتوقعون تواجد المادة السوداء فيها داخل و حول مجرتنا. هذا التوزيع يدل على تواجد كمية مهمة من المادة السوداء في المنطقة المحيطة بشمسنا
غير أن علماء الفلك لاحظوا مؤخرا مسارا في مقربة من الشمس يتحرك حوله حوالي 400 نجم. و من خلال هذه التحركات لم يجد علماء الفلك أي دليل على تواجد المادة السوداء في هذه المنطقة. هذه النتيجة قد تثير صدمة في صفوف علماء الفلك!ا
واقع رائع
بعض الكائنات في الفضاء لا يمكننا أن نراها بالعين المجردة، إلا أننا إذا استعملنا أنواع خاصة من التلسكوبات مثل "تلسكوب الأشعة إكس" أو "تلسكوب الأشعة تحت الحمراء" فسنتمكن من رؤيتها. و لكن المادة السوداء غير مرئية تماما كما أنها لا تنبعث منها أي اشعاعات على الإطلاق!ا
More information
Astronomy club, Al Akhawayn Univerity in Ifrane, Morocco.
Share: